تجربتي مع هذا الكتاب

 هل حدث يوماً أن قرأتَ كتاباً تغمض فيه عينيك بين جملة وأخرى لترى نفسك في عالمٍ آخر بين ذكرياتك وتأملاتك التي تأخذك حيث الحكمة والإرادة والأمل فلا تستطيع رفع عينيك عنه حتى تنتهي منه كاملاً

 

استمتعت بقراءة هذا الكتاب الجميل لتنوع و إختلاف مواضيعه و مقالاته التي شدتني برسائلها الملهمة من خلال أسلوب رائع لا يتمتع به سوى الكاتب ياسر الذي فاجئني بعقله و قلمه الجميل لأنه يمتلك إسلوب جاذب يخاطب النفس بتلقائية، فكلما وصلت إلى نهاية الكتاب، أحببته أكثر. هذا الكتاب يحتوي على قصص وتأملات كما أطلق عليها الكاتب وفي رأيي هو عبارة عن جرعة مكثفة من التفاؤل، وهي حصيلة من خبراته وتجاربه، أفكاره وآراءه، صاغها لنا على شكل قصص وتأملات، منها قصص من واقعه أو من خياله وأخرى كانت عبارة عن قصص رمزية. هذا النوع من الكتب يجعلني أشعر بالإمتنان لكاتبه، فالكتاب الأفضل هو ما يجعلك تشعر بتحسن ولو كان طفيفاً، تحسن في روحك وفكرك، تحسن نابع من داخلك، كما يخبرنا الكاتب بأن نعيش الحياة بكل تفاصيلها و نستشعرها لحظة بلحظة

 

كتاب تستطيع أن تقول عنه خير جليس لأنك لن تشعر إلا بالشغف لإستكمال صفحاته،و قد استفدت منه لأنه يفسر أسباب تصرفات بعض من حولنا، و أحياناً يصف شعوري الداخلي

 

 أنصح بالكتاب لكل شخص يريد ان يقرأ شيئاً بسيطاً و جميلاً، فهو كتاب موجه للإنسان ليتأمل ما حوله و ليقدر تفاصيل لم يلاحظها كل يوم، كما يناسب الأشخاص الذين هم بحاجة للاطلاع لنور الايجابية و دوامات الحياة، و يحمل  هذا الكتاب البسيط كمية كبيرة من الأفكار الإيجابية لتجدد نشاطك و إقبالك على الحياة من جديد

 

 حكاية اعجبتني في الكتاب

 

يحكى أن ولداً كان يعيش حياة مرفهة في عائلة غنية. وفي يوم من الأيام قرر أبوه أن

يأخذه إلى إحدى القرى النائية ليرى كيف يعيش الفقراء, فيقدر مستوى الحياة التي يعيشها مع أسرته. وصلا إلى القرية, فتركه عند إحدى العائلات الفقيرة وانصرف

 

عاد بعد أسبوع ليأخذه, وفي الطريق سأله: هل عرفت الآن كيف يعيش الفقراء؟ رد الابن: نعم, هم لديهم أربعة كلاب ونحن لدينا واحد. وفي حديقتنا حمام سباحة وهم عندهم نهر. لدينا فوانيس كهربائية تنير باحة بيتنا وهم لديهم نجوم تنير السماء. لدينا فناء وهم عندهم الأفق كله. لدينا قطعة أرض محدودة وهم لديهم حقول شاسعة. نحن نشتري طعامنا و هم يزرعونه. عندنا سور كبير و كاميرات مراقبة لتحمينا من اللصوص, وهم عندهم جيرانٌ يحمونهم.. عرفت الآن يا أبي كم نحن فقراء